شعار قسم مدونات

صرخة في وجه العالم.. تساؤلات مشروعة!

ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجريمة إعدام ميداني بحق مدنيين في مخيم الشاطئ بقطاع #غزة - الاحتلال يعدم أب وابنته بمخيم الشاطئ
ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي لجريمة إعدام ميداني بحق مدنيين في مخيم الشاطئ بقطاع غزة (مواقع التواصل الاجتماعي)

لقد مر أكثر من ثلاثة أشهر على بدء العدوان على غزة، وكل يوم يباد من أهلها أكثر من 300 شخص بين طفل وامرأة وشيخ كبير، وثلاثة أضعافهم من الجرحى، والعالم كله صامت وبلاد المسلمين تعيش وكأنها سالمة آمنة، ولا يوجد ما يعكر صفوها. وأنا هنا أريد أن أخاطب هؤلاء وأسألهم ماذا ينتظرون وقد أعطوا أميركا وكيان الاحتلال إذنا صريحا بإبادة غزة؟ هل يعتقدون أنهم بعد ذلك سيسلمون؟ وهل يظنون أنهم يستحقون بذلك رضا أميركيا؟ هل سيسلمون بعد ذلك يا تُرى؟

أين حكام البلاد العربية ممن نظن فيهم أنهم لم يغرقوا بالتطبيع والوقوف إلى جانب كيان الاحتلال، وإمداده بالسلاح والغذاء وكل ما يحتاج إليه؟ ماذا ينتظرون لمواقف فيها شيء من العزة والكرامة، والضغط الحقيقي على أميركا؟

ماذا تنتظر تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان؟ متى يمكن أن يكون له موقف حق إن لم يكن له موقف في مواجهة هذه الجريمة؟ لقد رأيناه سابقا وكان له مواقف لما اعتديَ على أذربيجان وليبيا وغيرها.

لماذا لا يرى عليه حقا تجاه القدس وغزة وهو صاحب شعار القدس خط أحمر؟ هل كل ما جرى ويجري للقدس لم يتعد الخط الأحمر، أم أن شأن غزة متعلق بأميركا وهو لا ينزل على خاطرها وغير مستعد لإزعاجها بأي صورة من الصور؟

أين حكام البلاد العربية ممن نظن فيهم أنهم لم يغرقوا بالتطبيع والوقوف إلى جانب كيان الاحتلال، وإمداده بالسلاح والغذاء وكل ما يحتاج إليه؟ ماذا ينتظرون لمواقف فيها شيء من العزة والكرامة، والضغط الحقيقي على أميركا؟ ألا يعرفون أنها تخاف من توسع رقعة المعركة؟ لماذا يمنحونها الطمأنينة على أن تفعل هي وربيبتها في غزة ما يشاؤون؟ هل ستبقون كما تريد أميركا صامتين لا تحركون ساكنا؟ ماذا ينتظر هؤلاء، أليس أهل غزة من أبناء هذه الأمة؟

أين إيران؟ وقد صدعت رؤوسنا بحلف القدس وبالمقاومة والممانعة، إلى متى ستبقى تعد شهداء الشعب الفلسطيني، وتصدر التقارير عن عجز الكيان أمام المجاهدين، واستهدافه للمدنيين؟

إن هذه الاحصائيات لا تحتاج إلى دول عندها ترسانات أسلحة وجيوش جرارة، هذه الاحصائيات ممكن أن تقوم بها مؤسسات إحصاء صغيرة أو جمعيات إنسانية. أما أن تبقى بلاد أشبعت العالم كلاما عن المقاومة والممانعة وعن فلسطين ونصرتها وحقها من البحر إلى النهر، ثم نسمع جعجعة ولا نرى طحنا فهذا والله أيضا لشيء محزنٌ وبالغ الأسف.

أين بلاد الغرب والشرق وبلاد العالم التي تزعم إيمانها بإنسانية الإنسان وحمايتها لحقوقه؟ أليس أهل غزة بشرا؟ لماذا لا يكون لكم وقفة في وجه هذا العدوان أم أنكم تريدون إبادة هذا الشعب؟ في سبيل أن تقولوا أن هذا سيصرف الصهاينة عن بلادكم.

إلى متى يبقى العالم عربه ومسلموه وكل بلاده تحصي قتلانا وجرحانا ومصابنا؟ دون أن يكون منها أي فعل يدفع هذا العدوان أو يضع له حد. أليس ما يمارسه الاحتلال الصهيوني إرهابا وجرائم حرب؟

إنني أسأل: هل آمن العالم بمقولات الصهاينة المتطرفين القتلة، بأنهم يقتلون الحيوانات ولا يقتلون البشر!؟

كنتم قد جمعتم الجموع من قبل، وشكلتم الأحلاف من قبل، واتحدت دول العالم أجمع لمحاربة الإرهاب، ولم يصل فيما وقع من إرهاب حقا إلى عُشر جرائم الاحتلال وأميركا، لكن يبدو أن دماء أهل غزة ليست كدماء غيرهم، وأن من يُبادون يوميا ليسوا بشرا!

إنني أسأل: هل آمن العالم بمقولات الصهاينة المتطرفين القتلة، بأنهم يقتلون الحيوانات ولا يقتلون البشر!؟

ألا يسمع العالم دعوات الشخصيات الصهيونية الرسمية ووزراء الكيان، الذين يدعون إلى مزيد من الألم للشعب الفلسطيني، وممارسة مزيد من العدوان والجرائم بحق أطفاله وشبابه وشيوخه ومساجده ومدارسه ومستشفياته؟

ألم يرتقِ فعلهم هذا ليكون إرهابا وإجراما يستحق المواجهة والرفض العملي وعدم الوقوف عند الأقوال؟

لو كان عُشر هذه الجرائم واقعا بحق هذا الكيان القاتل، ماذا سيفعل الغرب والشرق؟ ماذا سيتصرف العرب والمسلمون؟ هل سيلقون اللوم غدا على أبناء الشعب الفلسطيني وأبناء المسلمين؟ هل ستقفون ضدهم إذا تحولوا إلى قنابل ومتفجرات في مجامعكم وسفاراتكم ومؤسساتكم؟ ماذا تتوقعون منهم في مواجهة هذا القتل المستمر؟

كل هذه الأحداث المستمرة على الأرض، ستجعل الفلسطينيين يصنعون من سلاح العدو المصوب عليهم، سلاحا يقتلونه به، ويطورون من أنفسهم ما يكفيهم سؤال القريب والبعيد للعون والسلاح

إذا أراد المجتمع الدولي ألا يصبح العالم كله ساحة حرب وتفجير، فلا بد أن يوقف هذه الجرائم بحق الشعب الفلسطيني عامة وأهل غزة خاصة. ويجب أن تتوقف أميركا عن مد الاحتلال بالسلاح بأنواعه المختلفة، أو يجب على الأمة أن تمد المجاهدين والمقاومين في فلسطين، بمثل ما تمد به أميركا الكيان الصهيوني.

إن كل هذه الأحداث المستمرة على الأرض، ستجعل الفلسطينيين يصنعون من سلاح العدو المصوب عليهم، سلاحا يقتلونه به، ويطورون من أنفسهم ما يكفيهم سؤال القريب والبعيد للعون والسلاح، ويعيدون بناء أنفسهم كما فعلوا كل هذه السنوات التي تُركوا فيها وحدهم، حينها لن يكون هناك تأثير لأي صوت أو موقف عربي أو دولي.

هذا العالم، إن لم يقم بلجم الكيان الصهيوني عن أطماعه، وايقافه عند حده، فلينتظر منهُ أن يمد عينه ويده إلى مختلف هذه الدول التي دافعت عنه يوما، ناهبا وطامعا ومؤذيا، فهو كيان مُشرّب الإجرام في طبيعته ولن تنتهي أطماعهُ عند فلسطين.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.