شعار قسم مدونات

Faceapps.. عندما تصبح الخصوصية مجرد تسلية!

BLOGS FACEAPP

في الثالث عشر من يوليو، تمت الموافقة على تسوية بقيمة تقارب 5 مليارات دولار مع فيسبوك من طرف لجنة التجارة الفيدرالية (FTC) بشأن التحقيق طويل الأمد في أخطاء الخصوصية لعملاق التكنولوجيا فيما يتعلق بفضيحة كامبريدج أناليتيكا (Cambridge Analytica) لعام 2018، وذلك حسبما ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، وتمثل هذه الغرامة الأكبر التي تفرضها لجنة التجارية الفيدرالية على شركة تكنولوجيا، حيث كانت أكبر غرامة تعرضت لها شركة تكنولوجيا هي 22.5 مليون دولار ضد شركة غوغل في عام 2012 بسبب ممارسات الخصوصية، لكن الغريب أن في نفس هذا اليوم كان العالم منغمس في تطبيق faceapp، الذي أحدث ضجة مؤخرا، فمتى ظهر هذا التطبيق؟ وهل لذا التطبيق أخطار على مستخدمه؟

في سنة 2017 تم إصدار تطبيق الشيخوخة الذكي أو ما يعرف بـ "faceapp"، من قبل مؤسسه والمدير التنفيذي للتطبيق "هياروسلاف جونشاروف" وهو مطور تقني روسي وسبق له العمل في شركة مايكروسوفت، بحسب بياناته على موقع "لينكد إن" والتطبيق مملوك لشركة "Wireless Lab" المملوكة للشخص نفسه، لكن لا يوجد أي معلومات إضافية عن الشركة، سوى أنها موجود بمدينة "سانت بطرسبرغ" الروسية، وأوضح مؤسس التطبيق الروسي، يوروسلاف غونشاروف، أن المنصة تعتمد على شبكات عصبية حتى تقوم بتعديل الصورة، لكن مع الإبقاء عليها في هيئة واقعية وقريبة من الأصل، إلا أنه واجه انتقاد شديد من اتهامات بالعنصرية وذلك لأنه يمكن من خلال تحويل لون بشرة السود إلى اللون الأبيض وجعلهم أوروبيين وهذا الفلتر تم حذفه يوم 9 أغسطس 2017.

مع تزايد وتيرة انتشار هذا التطبيع أصبح الخبراء يحذرون منه، خصوصا وأن المعلوات والبيانات التي يطلبها، أو يصل إليها قد تكون أكثر مما يحتاجه، مما يجعل الأمر خطيرا

وقال ياروسلاف جونشاروف Yarosolav Goncharov مؤسس برنامج فيس آب Face App والمدير التنفيذي لشركة وايرليس لاب: "نحن نقدم بالغ الأسف على هذه المشكلة الخطيرة والتي لا يمكن الجدال فيها، وهذا المرشح كان له أثر جانبي غير جيد من استخدام الشبكة العصبية بناء على العنصر وبالتأكيد هذا سلوك غير مرغوب فيه، ولقد تم اصلاحه بالكامل"، كما تلقى أيضًا فيس آب مجموعة من الانتقادات وتم حذف المرشحات التي تقوم بتحويل الوجه السيلفي للصورة من أبيض إلى أسود أو إلى آسيوي أو هندي، وقد لاقى هذا هذا التطبيق رواجا كبيرا بعد آخر تحديث له يوم 7 يوليو 2019.

وتشير البيانات، إلى أن ما يقارب من 700 ألف شخص يقومون يوميا بتحميل التطبيق الذي يعتمد على خاصية الذكاء الصناعي، ثم يقدم هيئة متخيلة لما يمكن أن يصبح عليه وجه الإنسان، في مرحلة لاحقة من العمر أو يعيده إلى هيئة الشباب، الذي يعرف بتحدي العمر، حيث أصبحت وسائل التواصل الإجتماعية تعج بالصور المعدلة، ولم يتوقف الأمر فقط على التلاعب في ملامح وجهك حتى تدخل في تحدي العمر بل اتجه البعض إلى تغيير صور المشاهير بميزات مدفوعة جديدة بعد تحديث التطبيق، الذي يستخدم خوارزمية للتلاعب في الشبكة العصبية لتعديل صور السيلفي وهو متاح تنزيله على كل من نظامي الآي أوه اس وكذلك على نظام الأندرويد بإصدار FAceApp 2.0، رغم أنه يوجد فيه ميزات كثيرة، كتغير لون الشعر، أو اللحا، وحتى تغير الجنس، إلا أن خاصية جعل الصورة على شكل عجوز ألقت رواجا كبيرا، لأن معظم مستخدمي التطبيق من الشباب، كما أن هذه الخاصية وبعض الخاصيات الأخرى بالمجان، إلا أنه يمكنك دفع نحو 3 دولار إذا أردت أن تدخل في تحدي العمر age challenge كما سيمكنك التمتع ببعض الميزات الأخرى..

لكن مع تزايد وتيرة انتشار هذا التطبيع أصبح الخبراء يحذرون منه، خصوصا وأن المعلوات والبيانات التي يطلبها، أو يصل إليها قد تكون أكثر مما يحتاجه، مما يجعل الأمر خطيرا، سواء كانت هذه المعلومات موقعك، أو إيميلك، أو باقي بيانتك الشخصية الأخرى، والأهم أنه يأخذ خوارزمات صورك الشخصية، التي تبقى مخزنة لذا الشركة مع العلم أن هذه الشركة مجهولة الهوية، ولا يعرف ماذا سيفعل بهذه البيانات التي يتم تجميعها، خصوصا وأن هذه الشركة ممتلكة لروسيا التي تعد من بين أكبر أعداء الولايات المتحدة، مما سيكون محل اهتمام هذه الشركة هو الولوج إلى بينات الأمريكين، وهذا لا يلغي أن باقي أفراد الدول الأخرى معفين عن ذلك، خصوصا دول العالم الثالث.

كما يرى الخبراء أن أكثر ما يبعث على القلق في هذا التطبيق، هو أن المستخدم لا يعرف ما سيفعله القائمون على المنصة بصوره، في المستقبل، وأن الأمر متقف على الشركة التي ستمتلك هذا التطبيق، خصوصا وأن صاحب هذا التطبيق أراد أن يثير الانتباه من خلال انتشاره الواسع حول العالم حتى تشتريه بعض الشركات العالمية فيسبوك أو جوجل.. لكن سواء كان هذف صاحب التطبيق هو أن يلفت إليه الأنظار من أجل أن تشتري الشركات العالمية هذا التطبيق، أو حتى جمع البينات، إلا أن قضية الخصوصية، والمعلومات الشخصية أصبحت شفافة ما دمت متصلا بالإنترنت، سواء إستخدمت هذا التطبيق، أو باقي التطبيقات الأخرى، لأننا في كل الأحوال، فضلنا الراحة والتسلية على الخصوصية.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.