شعار قسم مدونات

سيدات القمر.. كتابة التاريخ بقلم روائي!

blogs سيدات القمر

خلال هذه السنة قد شاهدنا قلمين أنثويين يحطمن أرقاما عالمية؛ سواء من الناحية العربية كالأديبة اللبنانية؛ هدى بركات، التي حصلت على جائزة البوكر العربية، على روايتها بريد الليل، أو جائزة مان بوكر العالمية التي فازت بها الأديبة العمانية جوخة الحارثي، التي سأتحدث عنها في هذه التدوينة، لكن قبل ذلك، لنعرف ما هي جائزة مان بوكر، وكذلك الذين توجوا بهذه الجائزة، وأخيرا لنتعرف على رواية سيدات القمر؛ للروائية خوجة الحارثة التي حطمت رقما عالميا، وكذلك بعض الانتقادات التي لقتها روايتها بعد فوزها بالجائزة.

 

مان بوكر الدولية: هي جائزة أدبية دولية تأسست سنة2005 في المملكة المتحدة، وتمنح على عامين لأي كاتب ذكرا كان أو أنثى، مهما كانت جنسيته، بشرط أن يكون العمل الذي سينال عليه الجائزة، قد كتب باللغة الإنجليزية، أو قد ترجم إلى اللغة الإنجليزية، ومنذ صدورها سنة 2005 قد توج بهذه الجائزة كل من: إسماعيل قادري، من البانيا، وتشينوا أتشيبي، من نيجيريا، وآليس مونرو، من كندا، وكذلك فيليب روث، من الولايات المتحدة، وليديا ديفيس، من الولايات المتحدة، ولاسلو كراسناهوركاي، من هنغاريا، وهان كانج، من كوريا الجنوبية، وديفيد غروسمان من إسرائيل، وأخيرا جوخة الحارثي من سلطنة عمان، وهي أول عربية تفوز بهده الجائزة على روايتها سيدات القمر، وكذلك أول عمانية تترجم روايتها إلى اللغة الإنجليزية.

 

معظم من قرأ الروايةا وجه إليها انتقادات تمثلت في الإسقاطات الجنسية للرواية، أو في بعض الجمل والألفاظ التي كانت رصدا لفترة من فترات المجتمع

رواية سيدات القمرة للروائية العمانية، جوخة الحارثي، قد حصلت ترجمتها الانجليزية على جائزة مان بوكر العالمية لهذه السنة، الرواية التي صدرت سنة 2010 عن دار الأدب، تحكي الرواية عن تاريخ سلطنة عمان الذي شهد تطورا، من الناحية الكفاحية النسوية حيث استطاعت نساء عمان أن يواكبن الحداثة في مجتمع محافظ، فالرواية تكشف عن صورة تحول بلد الكاتبة بعد مرحلة الاستعمار، فتنقلنا الرواية عبر محطات عدة، فنسافر معها برا عبر السيارات والحيوانات والطائرات، ونحارب ضد الاستعمار الإنجليزي، ونشارك في تهريب السلاح وتجارة الممنوعات، ونغوص في الصحاري العربية والحضر بسلاسة، كما نتنقل عبر مراحل الزمن المتعددة.

 

حيث تغوص بنا جـوخـة الحارثي عـبر أغوار المجتمع العـُماني وطقوسه وعاداته، وتـرسم شخصيات ذات حـمولة واقعية ورمـزية، منـغـرسة في صـلب الأحداث المنطوية على مواجهة حيوية بين قـوى متطلعة إلى تـغـيـير بنـيات الماضي وتقاليد موروثة تجثـم بقوة لتـعـوق تحولات يفرضها العصر وقانون الحركة. وتـضـطـلع لغة الكلام وسلاسة السـرد بدور فنـيّ يـمزج مشـاهدَ وصفِ اليـوميّ بمنـطق السـحر والخرافات الذي يـُضفي على فوضى الأشياء وغموضها، غلالة من الاتـّـسـاق الجاذب، خصوصا وأن أحداث الرواية تدور في قرية نائية وهي "العوافي" فالكاتبة قد أدخلتنا إلى عوالم القرية من خلال حياة ثلاث شقيقات يعشن مرحلة التحول التي شهدها المجتمع العماني ذو الطابع التقليدي المحافظ خلال الحقبة التي تلت مرحلة الاستعمار، وذلك من خلال تداخل مصائر شخصيات الرواية، والحب والحرمان نتعرف على المجتمع العماني بمختلف طبقاته وفئاته .. من أفقر أفراده إلى الأثرياء الذين ظهروا حديثا في عمان ومسقط.. تبدأ الرواية من حجرة صغيرة لتنتهي في عالم أرحب". كما تطرقت الكاتبة إلى قضية العبودية في عمان على شكل هامشي من الرواية.

 

جوخة الحارثي حاصلة على شهادة دكتوراه في الشعر العربي من جامعة إدنبره في أسكتلندا، وهي تدرس الأدب حاليا في جامعة السلطان قابوس في مسقط، ولديه العديد من المؤلفات؛ من بينهم مجموعتين قصصيتين، وثلاث روايات، وقد ترجمت بعض أعمالها إلى الإنجليزية والألمانية والإيطالية والكورية والصربية، وبهذه الجائزة العالمية تكون الحارثي أول روائية عربية، تطفر بجائزة يقارب قدرها المالي جائزة نوبل للأدب، حيث تبلغ قيمة جائزة مان بوكر 50 ألف جنيه إسترليني، وهذا المبلغ سيتقاسمه كل من الكاتبة والمترجمة الأمريكية "مارلين بوث" التي ترجمة رواية سيدات القمر إلى اللغة الإنجليزية.

  

لكن لم يمضي أسبوعا كاملا حتى أخذت الرواية سيلا لاذعا من الانتقادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أن الرواية قد صدرت سنة 2010 ولم يلتفت إليها القراء كثيرا، لكن الجائزة جعتها محطة اهتمام العديد، فأقبل عليها الكثير من القراء، ومعظم من قرأها وجه إليها انتقادات تمثلت في الإسقاطات الجنسية للرواية، أو في بعض الجمل والألفاظ التي كانت رصدا لفترة من فترات المجتمع. أو لنقل اختزال الكاتبة في الرواية حاكمين عليها بأخلاق الراوي، التي لا ينبغ للقارئ أن يفعله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.