شعار قسم مدونات

الرفض لا يعني دائما أنك شخص سيء

blogs - divorce
في الحب والعلاقات الإنسانية، لا يعني الرفض دائما أنك شخص سيء، أو أنك قبيح الشكل، أو غير مهذب، أو متقلب المزاج – قد تكون، وهذا احتمال وارد – لكن هذا على الأرجح ليس دليلا يعتد به، فهناك من يرفضك ﻷنك أفضل منه، وأرفع شأنا، لأنه يخشى أن تطغى شخصيتك على شخصيته، فتخطف منه الأضواء، هناك على ما يبدو سبب ما غير كونك سيئا يدعوه للرفض، كأن يكون قلبه معلقا بغيرك، كأن يكون أيضا غير مستعد للارتباط، أو كأن يكون له مطمع تعلقت به آمال في مكان ما بعيد عنك.

الأمر ليس سيئا إلى هذا الحد، حتى ولو رفضت عشرات المرات، هنالك شخص ما، في مكان ما يريدك أنت، كما أنت، بكل صفاتك حسنها ودميمها، المسألة مسألة وقت، فلا تجزع، اﻷمر لا يستحق، أتصدقني؟

في مقابلات العمل، الرفض لا يعني أنك غير مؤهل للحصول على الوظيفة أو أن ثقافتك محدودة، لا يعني أيضا أن تركيزك مشتت، وأنك لا تستطيع تدبير أمورك في الحالات الطارئة، ولا حتى أنك لا تستطيع التأقلم مع وسط جديد، وأشخاص جدد، ووضعيات جديدة.

قد يكون سبب الرفض من الأسباب التي لا يمكنك التحكم فيها، مثلا كتفضيل رب العمل لشخص آخر له خبرة سابقة في عمل مماثل للعمل الذي تقدمت له، أو لكونه من طرف أحد الموظفين أو يملك شبكة علاقات سهلت حصوله على العمل، أو لكون الكاريزما التي تمتلكها لا تثير الاهتمام.

قد تكون أنت هو الشخص الذي يجب عليه رفض بعض الأشياء، كعلاقة غرامية، أو المشاركة في عمل لا تحبه، أو السفر برفقة أشخاص لا تستلطفهم.

أو أنك لا تملك من الجاذبية ما يجعلها محط الأنظار، ومن المعلوم أن الكاريزما عامل قوي ومساعد على الإقناع، وعلى تقديم النفس بشكل أفضل، قد تكون الأسباب التي أدت لرفضك متحكم فيها، وهذا أيضا أمر وارد، مثلا كإظهار عدم اهتمامك بالمنصب، أو عدم تحضيرك للمقابلة بالشكل المطلوب.
 
كيفما كانت الأسباب لا تجزع، ولا تأخذها على محمل شخصي ولا تجعلها تسيطر على شعورك وتصيبك بالحزن، تعامل مع الأمر بالحكمة والنضج الكافيين، كي لا تفقد ثقتك في نفسك، فخسارتك لوظيفة أو اثنتين سيؤهلك لا محالة للحصول على وظيفة أفضل بشرط أن تتعلم من أخطائك، كيف تحسن طريقة بحثك عن الوظائف في المستقبل.

في الختام، قد تكون أنت هو الشخص الذي يجب عليه رفض بعض الأشياء، كعلاقة غرامية، أو المشاركة في عمل لا تحبه، أو السفر برفقة أشخاص لا تستلطفهم، وقد يكون رفضك سببا مباشرا في إفساد علاقة ما، أو تعكير صفوها، وقد يكون أيضا سببا في جرح مشاعر أحدهم، أو تحطيم آماله التي علقها عليك.

لا يهم الأمر على أية حال، فالرفض هنا لن يعني أنك أناني، أو أنك شخص غير خدوم، بل يعني أنك توفر مساحة خاصة لنفسك تمارس فيها سلطاتك الكاملة، وتستمتع فيها بحياتك بعيدا عن كل إزعاج محتمل الحدوث.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.