شعار قسم مدونات

دور الخطاب الإعلامي في التماسك الاجتماعي

مدونات - الإعلام العربي
في ظروف المرحلة الحالية التي تمر بها سورية ينبغي على إعلامنا في خطابه أن يكون مؤثراً وقادراً على نشر الترابط والتماسك الاجتماعي بين جميع أفراد المجتمع، فليس أمام المتلقي نوافذ إعلامية كثيرة تهتم بالشأن السوري ليستفيد منها وتجذبه وسط هذا التفكك الاجتماعي، فالفرصة مناسبة قوية لتعزيز التماسك الاجتماعي.

فللإعلام وسائل تأثير واضحة على تشكيل الوعي الاجتماعي، الذي يؤدي إلى التماسك الاجتماعي حيث يعمل النظام الإعلامي للمجتمع خلال ما يتبناه مِن اتجاهات فكرية وأيديولوجية على صياغة وعي الأفراد وتماسكهم، ويعتمد ذلك على وسائل الإعلام نفسها، لذلك كان للإعلام دور في التنشئة الاجتماعية أي تعليم أفراد المجتمع الجدد المهارات والقيم والمعتقدات التي يقدرها المجتمع حتى يعود المجتمع متماسكاً فيما بينه.

فالعلاقة بين وسائل الإعلام والمجتمع علاقة فاعلة ومتداخلة على اعتبار أن وسائل الإعلام في أي مجتمع هي الوسائل الناقلة لأنماط التفكير والمعرفة والقيم والأفهام، وبالتالي فهي تساهم في خلق جانب كبير من الثقافة الاجتماعية.

الخطاب الإعلامي بحاجة إلى تسويق الأفكار الاجتماعية الإيجابية التي تخدم المجتمع وتعبر عن مشكلاته التي يعاني منها، مع محاولة تقديم الحلول المناسبة التي تخدم مصلحة الفرد والمجتمع معاً.

وإنّ ترتيب الأولويات لما سيعرض على وسائل الإعلام من الوظائف والمهام الأساسية لهذه الوسائل، إذ إنّه بمقدور هذه الوسائل ومن خلال برامجها المتنوعة، أنْ تضع الجيد والنافع والمفيد لهذا المجتمع، والذي تستطيع من خلاله أنْ تُحدث تماسكاً اجتماعياً واضحاً لدى أفراده، وهي بذلك تمهد الطريق لتحقيق التماسك الاجتماعي.

والخطاب الإعلامي بحاجة إلى تسويق الأفكار الاجتماعية الإيجابية التي تخدم المجتمع وتعبر عن مشكلاته التي يعاني منها، مع محاولة تقديم الحلول المناسبة التي تخدم مصلحة الفرد والمجتمع معاً، وفي الحقيقة فإن الخصائص المميزة للفكرة تتشابه إلى حد ما مع الخصائص المميزة للخدمة، فالفكرة الاجتماعية غالباً ما تكون عبارة عن نشاط عقلي غير ملموس لا يمكن تخزينه بشكل مادي، وإن كانت قادرة على البقاء في ذهن الفرد لوقت أطول، كذلك الفكرة الاجتماعية ترتبط مباشرة بمقدمها عبر وسائل الإعلام، ومدى قبولها ورفضها يرتبط إلى حد كبير بمدى الإيمان والثقة بالمصدر الإعلامي الذي يطرح الفكرة.

وفـي ظـل حـالات مـن التـوتر والقلـق والشـعور بـالعجز لـدى الأفراد، وعدم القدرة على إقامة علاقات إنسانية واجتماعيـة في ظل ما يحصل في بلادنا، وظهـور قـيم ومعـايير أخلاقيـة مغايرة للثقافة السائدة ظهر وبقوة التفكك الاجتماعي الحاصل في بلدنا، فالأسرة أصبحت مشتتة متفرقة جغرافياً وفكرياً، لذا كان على الإعلام في خطابه أن يقوم بدوره في التماسك والترابط الاجتماعي عن طريق الآتي:

1- تفعيل دور الأسرة في المجتمع.
2- نبذ العنف والطائفية والإقصاء والتعصب.
3- نبذ المناطقية.
4- الشخصيات الأكاديمية والثقافية والسياسية لها علاقة مباشرة في التماسك الاجتماعي.
5- المساهمة في التأثير الإيجابي في اتجاهات الناس واستجاباتهم السلوكية وتغييرها.
6- تقديم صورة واقعية عن الأوضاع الاجتماعية للبلاد دون تهويل أو تلميع.

وأخيراً ينبغي على إعلامنا أن يكون في خط الدفاع الأول أمام جميع المحاولات للنيل من وحدة وتماسك المجتمع، وأنْ يحسن الخطاب الإعلامي فتقدم برامج على أسس علمية دقيقة تُقنع الناس وتكفل الاستجابة لها.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.