شعار قسم مدونات

عندما تقرأ الخرطوم

blogs - sudan

الخرطوم ،عاصمة للسودان، للثقافة والقراءة، "علما بأنها اختيرت عاصمه للثقافة في العام 2005". اليوم ومما أرى أستطيع أن أقول: كما أن الجزائر بلد المليون شهيد، فالسودان هو بلد المليون قارئ. وخير دليل على ذلك محاولة المجتمع بمختلف فئاته العمرية الحصول على الكتب، فقد يمنع الشخص نفسه من اقتناء الكثير من اأشياء في سبيل الحصول على ما يرغب من الكتب.

تعتبر القراءة في السودان جزءا ﻻ يتجزأ من ضروريات الحياة اليومية فيتهافت الناس على جني لقمة العيش وكذلك هوالحال بالنسبة للكتب، فهنا هي تمثل غذاء الروح.

تمتلك الخرطوم وحدها العديد من المكتبات الكبيرة والصغيرة، العريقه منها والجديدة وأذكر هنا بعضها على سبيل الذكر ﻻ الحصر:
1- سودان بوكشوب: تأسست في عام 1902 من قبل الحكومة البريطانية مما يجعل عمرها الحالي 114 عام من العطاء المتواصل.
 

في السودان تجد من يقرأ في كافة الأرجاء؛ في الباص أو القاعات وحتى الشوارع غير مكترث بما حوله، منغمسا فيما يقرأ ومسحورا بعالم آخر.

2- الدار السودانية للكتب : ﺃﻛﺒﺮ ﺩﺍﺭ ﻋﺮﺽ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺣﻴﺚ ﺗﻀﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺛﻼﺛﻴﻦ ﺃﻟﻒ ﻋﻨﻮﺍﻥ في مختلف انواع العلوم والمعرفة، كما أنها تعتبر من أكبر دور النشر والطباعة.

3- مكتبة جامعة الخرطوم الرئيسية (main library) تأسست عام 1945 حيث اتخذت وحدات تخزين اكثر من 3000 من المدارس الثانوية لتشكيل نواة المكتبة الحالية، تحتوي على العديد من الكتب التي تم التبرع بها من قبل شخصيات خلدها التاريخ، كما تتمتع بالعديد من المخطوطات النادرة.

4- دار جامعة الخرطوم للنشر: تأسست عام 1967 حيث بدأ المشروع بمساعدة من اليونسكو (منظمة اﻷمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم)، حيث برزت كواحدة من أكبر دور النشر في العالم العربي واﻻفريقي.

5-  دار عزة للنشر: أنشأت عام 1998 واصدرت حتى الآن ما يفوق ال 300 كتاب في شتى المجاﻻت.

وﻻ ننسى معرض الخرطوم الدولي للكتاب الذي يضم العديد من دور النشر الأجنبية والمحلية.
والكثير غيرها من المكتبات فضلا عن وجود الأكشاك الصغيرة ومفترشي الأرض الذين يغزون كل زاوية من زوايا الخرطوم.

قد يكون الواقع السوداني مغايرا لما يتوقع الفرد أن يعيشه، على الرغم من أنه ﻻ يتوقع الكثير في دولة مازال اسمها مدرجا ضمن قائمة دول العالم الثالث، ولكن ما هومؤكد أن المخرج أسهل لذلك هوالكتب، فقد تجد من يقرأ في كافة الأرجاء سواء كان في الباص، القاعات وحتى الشوارع غير مكترث بما حوله، منغمسا فيما يقرأ ومسحورا بعالم آخر.

وأختم بتأكيدي التام للمقولة الشهيرة "القاهرة تكتب، بيروت تطبع، والخرطوم تقرأ".

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.