شعار قسم مدونات

أحقاً تمزق اليمن؟!

Blogالحوثة

من أقصى كهوف صعدة في شمال غرب العاصمة صنعاء كان لليمنيين موعدٌ يحل عليهم كابوسا مزق شملهم وفرق جمعهم وقضى على ما تبقى من كرامتهم !!

ليس قوياً كما يظن الجميع بل كان أوهن من خيوط العنكبوت، فما الذي جعله يتقدم دون أن يقف في طريقه أحد.

المشكلة الحقيقية التي ندفع ثمنها ولا زلنا هو تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، وكأن الوطن لا يعنينا

المشكلة الحقيقية التي ندفع ثمنها ولا زلنا هو تقديم المصلحة الشخصية على المصلحة العامة، وكأن الوطن لا يعنينا، ولم ندرك أن الوطن عندما نفتقده سيفتقد الجميع كل مصلحة، بل ربما سيفتقد حتى الحياة.

مارست عصابات الإجرام كل قواها على طائفة صغيرة من طلاب العلم بلا ذنب وبلا رحمة، والجميع ينظر ويرى ويشاهد وكأن الأمر لا يعنيه، صرخ الأطفال وبكى الشيوخ وناحت الحرائر علها تجد من يقف إلى جانبها، فازدادوا تمادياً وانشغالاً بأنفسهم ولم ينتبهوا للطوفان القادم الذي جاء ليقتلع الجميع من جذورهم. كان الكثير بدلاً من أن يقف إلى جانب المظلومين أوجد المبررات للإجرام بطريقة أو أخرى.

تقدم نحوهم رويداً رويداً أشبه ما يكون بمغول العصر البغدادي يفجر المنازل وينتهك الحرمات ويعتقل الأبرياء ويقتل المظلومين دون أن يقف في طريقه أحد، وبدلاً من أن يقف الجميع أمام هذا الإجرام ساندوه ووقفوا إلى جانبه علهم يجدوا لأقدامهم موطنا في وطنٍ أشبه ما يكون بقرية خاوية على عروشها.

الحلول السلمية التي يسعى البعض إليها ليست إلا طريقا لتمزيق الوطن بكل مكوناته، فلا حل ولا حل إلا لغة القوة أمام لغة قوتهم الإجرامية

إننا اليوم في ظل مجموعة لا تعي ولا تفهم بمبدأ القبول بالآخر وإنما الإقصاء لكل من خالفهم أو وقف في طريقهم مجهزين له سيلا من الألقاب التي تجعله مجرماً في عيون المجتمع.

لم يأتي هؤلاء المجرمون ليحكموا اليمن بقدر ما أتوا لينتقموا من كل مواطن بلغة القوة التي رافقتهم منذُ أن تأسست حركتهم التي ترفع شعار الموت بلا حياة، ومن يرفع شعار الموت لا يمكن أن يصنع الحياة.

ها هم اليوم على واجهة البلد وفي مفاصل السلطة يترقبون وينتظرون أعداءهم ليقفوا لهم بالمرصاد بعد أن أطلقوا عليهم كافة الألقاب المخيفة التي تبرر لهم الانتقام منهم.

أصبحنا أمام واقع مر وهو الانتصار أو الانتصار خيارا لا بديل عنه لاقتلاع هذه المجموعة الإجرامية لتحل معها الدولة التي تؤمن بالمسؤولية والنظام القانون.

إن الحلول السلمية التي يسعى البعض إليها ليست إلا طريقا لتمزيق الوطن بكل مكوناته، فلا حل ولا حل إلا لغة القوة أمام لغة قوتهم الإجرامية التي لم يشهد اليمن منذ عرفه التاريخ إجراما مثله.

إن الحلول السلمية تعني تمزيقا لوطن لا يمكن أن يتسع لقتلة مجرمين أراقوا دماء أبنائه في كل موضع، وأهدروا كرامة أبنائه تنفيذا لتوصيات وأجندة خارجية قدموها على مسؤولية وطن بأكمله.

الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب ولا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لقناة الجزيرة.